إن الصيام عبادةٌ صحيةٌ للبدن. وعلى عكس الجوع أو الانقطاع المستمر عن الطعام، والذي تترتب عنه مخاطر صحيةٌ كثيرة، يعدّ الصّيام عبادةً منتظمة، حيث تضبط مواعيد تناول الإفطار والسحور بصورةٍ منهجية ودقيقة. ويجمع المسلم بالإضافة إلى الصيام عباداتٍ أخرى خلال هذا الشهر. ثمّة الكثير من المنافع لصيام شهر رمضان. ونورد فيما يلي جزءاً يسيراً منها.
• الصيام طريقةٌ لتخليص الجسم من السموم. يحتوي جسم الإنسان على الكثير من السّموم، وهي تعود في مصدرها إلى الكثير من الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الإنسان. حيث تلقي هذه السّموم بآثارها الضارة على الجسم بطرقٍ لا تعدّ ولا تحصى. وفي حين أن هناك طرقاً أخرى لتخليص الجسم من السموم، يعدّ الصيام أحد أبسط هذه الطرق وأكثرها فعالية. فبادئ ذي بدء، يضمن الصيام عدم تعرض الجسم لسمومٍ جديدة. كما أن الصيام يوقف تراكم السّموم لعدّة ساعاتٍ خلال النهار. وفي هذا الوقت، يتاح للجسم تنظيف نفسه بهدوءٍ من السموم. حيث أن الله حبا الجسم البشري بالقدرة على تخليص نفسه من السموم. ولكّن بما أننا نعرّض أجهزتنا إلى المزيد من السموم خلال كل وجبة طعامٍ وشراب، فإننا لا نتيح لجسمنا الفرصة في تنظيف نفسه بصورةٍ كاملة. أما الصيام خلال رمضان، فإنه يمنح الجسم الفرصة لتنظيف نفسه إلى حدٍ كبير، إن لم نقل بصورةٍ كاملة.
• يمنح الصيام الراحة إلى الجهاز الهضمي. وهو يقلّل من الالتهابات في القناة الهضمية. ويضبط مستويات سكر الدم. كما أن الجسم يحرق الدهون خلال ساعات الصوم كي يحصل على الطاقة. وهكذا يمكن للمرء إنقاص وزنه خلال صوم رمضان. ولكن على الإنسان تجنب الإفراط في الطعام والشراب على السحور والإفطار. وإلّا سيبطل الإنسان كل الفوائد التي جناها بفضل الصوم بالكامل. ويساعد الصيام في تنظيم ضغط الدّم، وهو يشجّع على اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّي، ذلك أن معظم الأشخاص لا يستسيغون تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو الزيوت بعد ساعاتٍ من الصيام. كما أن الصيام المتواصل خلال شهر رمضان يعزّز الجهاز المناعي للإنسان.
• إن للصيام بعض الآثار النفسية أيضاً. فهو يحسّن من سيطرة النّاس على أفعالهم. كما أنّه يمكّن المرء من كبح غريزته تجاه ما يحيط به من مغريات. وهو يسمح بتعزيز إرادة الإنسان، بحيث يمكن توجيهه نحو التخلص من حالات الإدمان.
• إن الصوم يميل إلى أن يشكّل مناسبةً اجتماعية أيضاً. حيث يجتمع الناس في المساء ويستمتعون بموائد الطعام، كما يتبادلون الأطباق ويقدّمون الأطعمة للفقراء. وهذه الأنشطة تقوّي الأواصر التي تربط بين أفراد المجتمع وتعزّز تعاطفهم دون إقصاء أيٍّ منهم.
• يعدّ الصيام شرطاً أساسياً كي يظفر المسلم بالقيم الروحية التي تعدّ من مقاصد شهر رمضان. فهو يتيح للإنسان التركيز على الصلاة التي تمنح الإنسان نوراً في القلب وتربّي فيه القيم الروحية.