إن الصلاة من أركان الإسلام، ولا يصلح الصوم بدونه. وإن فرض الصوم في رمضان لم يأتِ على حساب الصلاة، بل على المرء أن يجتهد ويزيد من خشوعه خلال أداء صلواته. وفي خضم المشاغل التي يفرضها نمط الحياة الحديث، يجد المرء نفسه أمام العديد من الالتزامات. ولن يتسنى له أخذ إجازةٍ تتعطّل فيها مصالحه بطبيعة الحال. وأما المنزل، وما أدراك ما المنزل، فله احتياجاته أيضاً، فالأطفال يحتاجون إلى من يعتني بهم ويهتم بدروسهم. فالمرء لا يدري من أين تأتيه الالتزامات سواءٌ في العمل أو في البيت. ولهذا قد تشغله الالتزامات اليومية عن أداء فروض الصلاة على النحو الواجب.
ولحسن الحظ، يمكن أن نقترح عليك استراتيجيةً منظمةً للحفاظ على صلواتك خلال رمضان.
وإليك 5 طرق لإعطاء الصلاة حقها من الخشوع في رمضان.
• خطط لأعمالك اليومية بانتظام. للمرء أن يفعل ما يشاء خلال وقت الفراغ مساءً سواءٌ بتخطيطٍ أو بدونه. ولكن حريٌّ به أن يخطط لأعماله في النهار بصورةٍ جيدة. ألزِم نفسك بنظامٍ ثابتٍ وقابل للتطبيق، وسيسهّل عليك ذلك الالتزام بمواعيد الصلاة. تستطيع تخطيط كلّ ساعةٍ من ساعات يومك بدءاً من السحور وحتى الإفطار، وسيتيح لك ذلك إفراد جزءٍ يسيرٍ من وقتك للصلوات. وليس عليك أن تبقى على عجلةٍ من أمرك، فمهما حاولت أن تسابق الزمن سوف تجد نفسك عاجزاً عن ذلك.
• بإمكانك استخدام التطبيق الخاص بمواعيد الصلاة على الأجهزة المحمولة، ولا سيّما أن كثيراً منا لم يعد يستعمل ساعة اليد. وربما يضبط البعض المنبه على هواتفهم الذكية لتعمل في أوقات الصلاة، ولكنّه ليس بالخيار المناسب. في حين ينبهك تطبيق مواعيد الصلاة إلى دخول الوقت مسبقاً ويستمر بذلك حتى يقترب الوقت من نهايته. ولاتنتظر حتى اقتراب الوقت من نهايته لتؤدي صلاتك على عجل. وبما أنك في حالة صيام، فمن الأفضل التأنّي والهدوء وعدم إتعاب نفسك بالعجلة.
• يجب أن تتم تأدية الصلاة على أصولها. وفي سبيل ذلك من الضروري العناية بكل تفاصيل الصلاة وأركانها. استوِ ببدنك قبل أداء الصلاة، وتهيّأ نفسياً لها لتحسن الاتصال بالله جل وعلا. فالصلاة بغرض التخلص من الفريضة ليست من مقاصد الإسلام ولا الصيام.
• يجب أن تفرد بعض الوقت بعد الصلاة للاسترخاء وأداء الأذكار والدعاء. ولا ينبغي عليك النهوض من الصلاة على عجلٍ لتأدية التزاماتك الملحة.
• ضع في حسبانك أن تتفق مع بعض الرفاق أن يذكر بعضكم بعضاً بالصلاة وأن تؤدوها جماعة.